الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد :-

تأسست جامعة الانبار عام 1987 بموجب قرار مجلس قيادة الثورة المنحل الذي يحمل الرقم 951 في 23/12/1987 ، إذ أن الهدف من تأسيس الجامعة هو إيجاد صرح علمي وحضاري يسهم في اعداد الملاكات العلمية المتخصصة التي تأخذ دورها الفعال في بناء وتطوير نهضة العراق الحديثة لقد تطورت الجامعة من حيث عدد الكليات والاقسام العلمية والمختبرات والملاك التدريسي واعداد الطلبة ، ففي العام الدراسي 88/1989 تمّ افتتاح كليتي التربية للبنات والتربية داخل الحرم الجامعي ومن ثم تمّ نقل كلية التربية للبنات في السنة الثانية الى بناية معهد المعلمين مكان كلية التربية للبنات حالياً ، بلغ عدد الطلبة آنذاك (345) طالب وطالبة اما اعداد أعضاء الهيئة التدريسية فبلغ (31) تدريسياً ولم تكن آنذاك أي أقسام داخلية تابعة الى الجامعة وانما تكفلت منظمات جماهيرية بعملية الإسكان بعد إيجاد عدد من البنايات الحكومية ومن القطاع الخاص ، أما العام الدراسي 89/1990 فقد شهد افتتاح كليتي الهندسة والعلوم وكلية الطب في العام الدراسي 1990- 1991 في حين تمّ افتتاح كليتي طب الاسنان والزراعة في العام الدراسي 1992 -1993 ليبدأ التدريس فيها في العام الدراسي 1993-1994 والعام الدراسي 1994- 1995 لذلك بلغ عدد الطلبة الدارسين في جامعة الانبار في العام الدراسي 1992 -1993(3268) طالب وطالبة ، لكل من كليات التربية للبنات والتربية والهندسة والعلوم وكلية الطب ، بينما بلغ عدد أعضاء الهيئة التدريسية لنفس العام (266) تدريسي ، انّ لهذا الازدياد المتواصل في اعداد الطلبة عموماً والطلبة الراغبين بالسكن في الأقسام الداخلية أدى الى ان تفكر الجامعة في إيجاد حلول لمعالجة مشكلة السكن لذلك استحدثت وحدة للإشراف على الأقسام الداخلية في رئاسة الجامعة عام 1992 على ان تكون الإدارة المباشرة على هذه الأقسام من قبل الكليات وتتحمل الكليات اعبائها المالية والإدارية والاشراف العام من قبل وحدة الأقسام الداخلية في رئاسة الجامعة حيث تناوب على إدارة هذه الوحدة في رئاسة الجامعة كل من :-

1.    م . إبراهيم إسماعيل الحياني

2.    م. م نايف زاعل دريدح العبيدي

3.    السيد عبد الرحمن خلف عبد

4.    السيد وليد خالد جابر

5.    السيد خالد صالح القرغولي


لذلك تم تخصيص عدد من البنايات من قبل وزارة المالية لاستخدامها كأقسام داخلية في جامعة الانبار ومنها وعلى سبيل المثال " بناية الإدارة المحلية/الخضراء سبعة طوابق مقابل المصرف الإسلامي آنذاك حيث تم تدميرها بالكامل اثناء العمليات العسكرية ، وبناية القسم الداخلي رقم (1) التابع الى معهد اعداد المعلمات سابقاً مقابل المكتبة المركزية ايضاً تم تدميرها بالكامل وتم محلها بناء القسم الداخلي رقم (9) المجموعة الطبية حالياً ، فضلاً عن بناية نقابة العمال في شارع 17 تموز وبناية المستشفى الجمهوري / ردهة الكسور وبناية نادي عشتار بناية فرع المنتجات النفطية حالياً وكذلك مجمع ط9 السكني فضلاً عن روضة أطفال التأميم وبناية قائمقامية الرمادي سابقاً المجاورة لمجّسر الزيوت من جهة السوق فضلاً عن ط10 غرب الرمادي " استغلت الجامعة عدد من البنايات كأقسام داخلية ولم تستطع الحصول على بنايات أخرى على الرغم من تخصيصها من قبل وزارة المالية لأغراض جامعة الانبار كنادي عشتار في شارع 17 تموز وبناية روضة التأميم ، لذلك اضطرت الجامعة الى تأجير قسم من بنايات القطاع الخاص ومنها وعلى سبيل المثال بناية حامد العاني وبناية وحيد عبود الجنابي وبناية خالد الكبيسي وأبو زهير وبناية فواز مخلف طراد وبناية عبد محمد غيدان والحياني وغيرها كثير كانت تتوزع هذه البنايات في مناطق مختلفة من مدينة الرمادي في شارع ميسلون وفي شارع الاورزدي باك ومجاور المحافظة ، فضلاً عن منطقة الثيلة الشرقية وبنايتين في مدينة الفلوجة .


ان التوسع الملحوظ آنذاك الذي شهدته الجامعة فضلاً عن ازدياد عدد الطلبة الراغبين بالسكن أدى الى حدوث مشاكل كثيرة لدى الكليات في ادارتها لمجمعات الأقسام الداخلية بسبب قلة التخصيصات المالية من ناحية ونقص الملاك الإداري من ناحية أخرى ، لذلك وافقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي آنذاك على استحداث مديرية الأقسام الداخلية في جامعة الانبار لتتحول مسؤولية إدارة الأقسام الداخلية من الكليات الى هذه المديرية وتتحمل المديرية اعبائها المالية والإدارية لذلك صدر الامر الجامعي المرقم 249 في 25/1/2000 وتمّ تكليف المدرس المساعد سلام عبد فياض الحسن بإدارة هذه المديرية مع موظفين فقط هما كل من السيدة افتخار عبد جيجان والسيد فيصل خلف نجم ، اما بقية الموظفين الذين لا يتجاوزن الـ(20) عشرون موظف بين اداري ومشرف وحارس فكانوا بصفة اجر يومي .

 

شهد عام 2002 طفره نوعية إذ اخذت الجامعة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتبني فكرة انشاء مجمعات سكنية لطلبة الأقسام الداخلية داخل الحرم الجامعي وخارجه الى ان وصلت الجامعة في السنوات اللاحقة الى إمكانية استيعاب جميع طلبتها في هذه المجمعات باستثناء طلبة مدينة الفلوجة قبل ان تنفصل عن الجامعة وتصبح جامعة مستقلة (جامعة الفلوجة) وطلبة كلية العلوم التطبيقية /هيت وطلبة كلية التربية الأساسية/ حديثة، إذ ان أبنيتها الخاصة بالأقسام الداخلية تحت الانشاء.

 

شهد العام الدراسي وتحديداً في السابع من حزيران من عام 2014 انعطافه كبيرة أثرت سلباً على سير العملية العلمية والتربوية في الجامعة بعد احتلال عصابات داعش الإرهابية لموقع الجامعة الرئيس في مدينة الرمادي/ التأميم وعاثت فيه فساداً لذلك اضطرت الجامعة الى نقل موقعها الى موقع بديل في مدينة الرمادي في المجموعة الطبية وكلية التربية للبنات وكلية الزراعة فكان القسم الداخلي رقم (8) الموجود في كلية الزراعة هو الملاذ الوحيد لاستقبال طلبة الأقسام الداخلية مع البناية رقم (7) المخصصة لطالبات المجموعة الطبية  وبعد أشهر شعرت رئاسة الجامعة بإن الأمور تنذر بخطر قادم لاحتلال مدينة الرمادي لذلك نقلت موقعها الى مدينة هيت وبالفعل ما هي الا أشهر معدودة حتى سقطت مدينة هيت ومن ثم مدينة الرمادي ، لذلك جاء التحدي الحقيقي بعد نزوح الجامعة الى مواقع مختلفة واستقر الرأي على فتح اربع مواقع امتحانية للطلبة النازحين وهي كل من :-

-        جامعة النهرين/بغداد

-        جامعة بغداد / كلية الزراعة (أبو غريب)

-        جامعة جيهان وجامعة صلاح الدين / أربيل

-        جامعة السليمانية / السليمانية

  

تظافرت الجهود وتمّ عبور العام الدراسي (2013-2014) وفق المعايير العلمية والتربوية ، ثم اتخذت الجامعة قراراً شجاعاً وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لفتح موقعين رئيسيين في العام 2014-2015 وهما موقع ( كركوك وموقع كلية الزراعة أبو غريب) ، إذ قامت الجامعة بإعادة تأهيل الموقع بالكامل كونه متهالك وتم نقل جميع اثاثه ومحتوياته من قبل جامعة بغداد قبل دخول الجامعة اليه ، فكانت مجمعات الأقسام الداخلية متروكة وتفتقد الى ابسط مقومات السكن لذلك جاء التحدي الكبير في استقبال اكثر من (5000) خمسة آلاف طالب وطالبة في هذا الموقع المتهالك لذلك كانت هناك معضلات حقيقية امام الجامعة وقسم شؤون الأقسام الداخلية في إيجاد مكان يستوعب هؤلاء الطلبة ومن ثم توفير المأكل والملبس والحياة الكريمة لهم طيلة فترة النزوح والتهجير لان اغلب هؤلاء الطلبة كانوا منقطعين عن اهليهم وذويهم في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي آنذاك .

 

بعد تحرير الجامعة من عناصر تنظيم داعش المسلح في أواخر تموز من عام 2015 نظمت الجامعة زيارات ميدانية الى موقع الجامعة لتقييم الوضع هناك ليأتي بعدها مؤتمر اعمار الجامعة في 25 نيسان 2016 والذي تمخض عنه تشكيل لجنة تنفيذية تجتمع دوريا ًلغرض الشروع بالأعمار ، فكانت الخطوة الأولى والاولوية الأولى هي إعادة تأهيل مجمعات الأقسام الداخلية فبدأت بالقسم الداخلي رقم (1) من قبل شركة (UN-Habitat) التابعة الى منظمة الأمم المتحدة (UNDP) ومن ثم الأقسام الداخلية الأخرى لتطوي الجامعة بعد ذلك صفحة النزوح والتهجير وتعود الى الموقع الأصل في 1/9/2017 لتبدأ من جديد مسيرة العلم والبناء .

 

تهيئة الطابعة   العودة الى الصفحة السابقة