إن الحمدلله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات اعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا الله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

يعد التعليم العالي قمة السلم التعليمي كماً ونوعاً فو مصنع القيادات الفنية والتنظيمية والإدارية في المجتمعات الحديثة التي تتميز بظاهرة تنظيم العمل الاجتماعي المتخصص ولذلك يتحمل التعليم العالي في مجتمعاتنا النامية مسؤولية جليلة في تحقيق الذات الثقافية والتنمية البشرية والعلمية، ومن هُنا كان الاهتمام بنشر المعرفة وتوسيع أفاق التعليم الجامعي بوصفه حق لجميع الموطنين وانه بداية للنهوض الفكري الذي يمنح المواطن حصانة التثقيف ويؤهله لأخذ الموقع المناسب في بناء المجتمع، ومن هُنا كانت الحاجة ماسة للنهوض بقطاع الأقسام الداخلية في الجامعات بوصفها ركن مهم للعملية التعليمية برمتها، فللأقسام الداخلية أهمية كبيرة بوصفها المسكن الثاني للطالب وتعد صرحاً اكاديمياً وتربوياً بعكس صورة واضحة المعالم عن مدى تقدم الجامعات العلمي فضلا عن إعداد الطالب إعداداً تربوياً، ولهذا فأن رئاسة الجامعة تولي اهتماماً كبيراً لهذا القطاع، إذ اصبح هذا الاهتمام واضحاً وجلياً من خلال الاهتمام بأبنية الأقسام الداخلية حيث كانت هذه الأبنية مملوكة للقطاع الخاص أما الآن فقد أصبح عدد البنايات المملوكة للجامعة يزيد عن (13) ثلاثة عشر بناية وبطاقات استيعابية مختلفة ورافق ذلك تقديم أفضل الخدمات لطلبتنا الأعزاء لذلك شهد الاقبال على الإسكان في الأقسام الداخلية تزايداً ملحوظاً في الأعوام الأخيرة وصل الى ما يقارب (5000) خمسة آلاف طالب وطالبة، كما شهد قسم شؤون الأقسام الداخلية تطوراً ملحوظاً في الجانب الإداري إذ شهدت الأعوام الأخيرة ايضاَ استحداث (6) ستة شعب واكثر من (18) ثمانية عشر وحدة إدارية لخدمة طلبة الأقسام الداخلية كذلك وضع العديد من التعليمات والمعايير والضوابط لتكون خط الشروع في عمل الأقسام الداخلية لتعزز دعامتها الثلاث المتمثلة بالبناية والملاك الإداري والاشرافي والطالب، لذلك فإن قسم شؤون الأقسام الداخلية عليه تحديات جمة تتمثل في طبيعة مجتمع طلبة الأقسام الداخلية من حيث التنوع والتركيب إذ انه يستقبل عدد كبير من الطلبة وفي مراحل عمرية مختلفة ومن مختلف التخصصات الاكاديمية التي تفرز مختلف التحديات اليومية فضلاً عن اختلاف البيئات والمناطق الجغرافية التي يأتي منها هؤلاء الطلبة وما يشمل عليه كذلك من ضغوط نفسية واجتماعية ومعرفية تواجه الطلبة في الأقسام الداخلية لذلك يأتي هنا دور الاشراف ودور الباحث الاجتماعي لتقديم خدمات إرشادية لهم لتنمية المناعة السيكولوجية، فضلاً عن تنمية السمات والنواحي السلبية لديهم من ناحية أخرى .

ان استحضار هذه المعاني في غاية الأهمية ويجب ان يلمس طلبتنا من خلال علاقاتنا بهم اننا نعطي هذه الأمور أهمية خاصة من خلال تجسيدها الى واقع عملي ملموس، لذلك جاءت رسالتنا في " السعي لتحقيق متطلبات السكن اللائق لطلبة الجامعة وتوفير مستلزمات راحتهم ورعايتهم بصورة عادلة بهدف خلق البيئة الملائمة لتحفيز قدراتهم على التفوق والابداع " والله ولي التوفيق.

 

 

 

                                                                                                                          أ.م.د. سلام عبد فياض الحسن

                                                                                                                      مدير قسم شؤون الأقسام الداخلية

تهيئة الطابعة   العودة الى الصفحة السابقة