مقالة بعنوان " القيادة ام الادارة..... ايهما أفضل؟ "
Share |
2021-10-03
مقالة بعنوان " القيادة ام الادارة..... ايهما أفضل؟ "

   في مقالنا اليوم، سنحاول معرفة الفرق بين الإدارة والقيادة، وسنعمل على توضيح الطريقة المثلى للموازنة بين هذين المنصبين. بعد محاولة الاجابة عن الأسئلة التالية:

   ·   ما تعريف كلّ من القيادة والإدارة؟

   ·    ماهي أوجه الاختلاف بين القيادة والإدارة؟ أيّهما أفضل؟

   ·    القيادة أم الإدارة؟ كيف تحقّق التوازن بين القيادة والإدارة؟

   ·    متى تستخدم كلاًّ من المهارات القيادية والإدارية؟

 برغم ان مصطلح الإدارة والقيادة يمكن ان يكون متداخل ومتشابك بعضها مع بعض الا انه لا يمكن ان يكون أحدهم مرادف للأخر نتيجة لاختلاف الأهداف والرؤى والخصائص والواجبات فيما بينهما، فمصطلح الإدارة ((Management يعني الالتزام بإدارة الشيء للأركان الثلاثة كأن ان يكون وقت او اشخاص او مشرع ومحاولة تنظيم وتنسيق ووضع الخطط ومراقبة تنفيذها وهذا ما أكده العالم هنري فايول (1929) عند تحديد وظائف الإدارة.

اما القيادة ((Leadership فيمكن القول بانها الصفات والإمكانيات التي يتمتع بها الشخص في سبيل استعمالها لإمكانية التأثير على من تحته من مدراء وموظفين لتحقيق أفكار واهداف المؤسسة بحسب الرغبة التي يبتغيها، اي القدرة في القناعة لأحداث التغيير كما بينها المستشار الإداري بيتر دراكر، ومما سبق يمكن القول أن القيادة هي مهارة في التأثير على الآخرين بينما الإدارة هي نوعية إنجاز الأشياء من الآخرين.

اوجه الاختلاف بين القيادة والادارة:

سبق وان بينا وبشكل موجز تعريف القيادة والادارة واهمية كل من هذين المصطلحين ولكن ما يميز أحدهم عن الاخر طبيعة الوظائف المبينة كما في ادناه:

التفاصيل

القيادة

الادارة

الاهداف والرؤية والمهام المناطة

·     ايجاد سبل وافكار جديدة

·     اهداف ورؤى اقسام المؤسسة تكون كوحده واحدة

·     الالتزام بسياسات وقواعد المؤسسة

·     مسؤولين عن تنفيذ افكار القادة ووفق الاوامر والتعليمات

الاقناع والاجبار

·     على القادة اقناع المرؤوسين بان افكارهم مبتكرة وابداعية وتستحق الدعم

·     تشجيع الاشخاص بان نجاح المشروع المبتكر هو نجاح الجميع أي الشعور بالمسؤولية المشتركة  

·     لا حاجة لإجبار المرؤوسين واقناعهم بأفكارهم حيث دورهم يقتصر بتنفيذ الواجبات وفق القواعد.

·     امكانية تطبيق مبدا الثواب والعقاب للموظفين حتى لو يكون مقتنعين بأفكار المدراء

المغامرة / تقليل المخاطر

بما ان القادة يسعون الى التغير المستمر وعليه انهم يخوضوا المغامرة بشكل مستمر

التأكيد على تنفيذ المهام على الوجه المطلوب وعليه عملهم لا يتعرض للمخاطرة كما هو الامر عند القادة

التشجيع /التحدي والتوجيه

يسعى القائد الى تشجيع الموظفين ويحثهم على التفكير خارج الصندوق.

يسعى المدراء الى تشجيع وتوجيه الموظفين لأداء مهامهم بحسب ما مطلوب وفق التعليمات.

خرق القواعد والالتزام بها

قد لا يلتزم القائد بالقواعد في سبيل المحافظة على التقدم والابتكار، أي استخدام التأثير

الالتزام التام بالقواعد والاستراتيجيات الصادرة عن مجلس الادارة، أي العمل وفق الصلاحيات.

صناعة القرار

القائد الناجح يقوم بالتحليل والتنبؤ والاستنتاج بناءً على النتائج السابقة ومن ثم اتخاذ القرار المناسب في ظل المتغيرات المحيطة

المعالجة المؤقتة عند حدوث متغيرات مفاجأة لحين اصدار قرارات من قبل مجلس الادارة او القيادة العليا للمؤسسة

 

 وبرغم التباين بين مهمات القائد ومهمات المدير، فليس صحيح بالمطلق قول أنّ القائد أفضل من المدير، لأنه في الواقع يعتبر الاثنان مكملان لبعضهما البعض.  فالقائد يجب ان يتميّز بالجرأة في اتخاذ القرار ومواجهة المخاطر غير المتوقعة وروح الإبداع والاقناع، الا أن المدير ايضا يسعى للحفاظ على السياسيات والتعليمات وفرض السيطرة لتحقيق اهداف المؤسسة، وبتالي أحدهما أفضل من الآخر مقولة غير صحيحة.

كيف تحقّق التوازن بين القيادة والإدارة؟ المؤسسة الناجحة هي التي تستطيع الوصول إلى نقطة توازن مثالي بين القيادة والادارة، والقيادي الاداري الناجح هو من يعرف حقا سر استخدام مهاراته في القيادة ومهاراته الإدارية في ان واحد وهو ما يعرف بالقيادة الادارية ((Managerial Leadership.

متى تستخدم مهارة القيادية الادارية ((Managerial Leadership؟ ولإجابة هذا التساؤل فلابد من معرفة بيئة وطبيعة عمل المؤسسة والقوى العاملة فيها. فإذا كان موظفيها على قدر عالي من الوعي برؤية وسياسات هذه المؤسسة وأهدافها العامّة التي تروم تحقيقها من ارباح او خدمات مقدمة، فالأجدر استخدام المهارات القيادية وتحفيزهم وتشجيعهم وإلهامهم باستمرار ادائهم ليصل الى أفضل مستوى يبحث عنه القيادي- صانع القرار.

وعليه ليس من الصحيح استخدام هذا المهارات عند متابعة مهام واوقات دوام الموظفين كون هذه تتطلب تطبيق المهارات الادارية وليس القيادية كما أسلفنا في الجدول اعلاه، اما إذا كان الموظفون يعرفون تماما واجباتهم وقادرين على التوفيق بين الإبداع والابتكار وبين مسؤولياتهم، يستطيع حينها المسؤول أداء دور القائد للنهوض بالمؤسسة.

 متى تستخدم دور المدير؟ عندما يباشر الموظف او مسؤول قسم جديد على سبيل الفرض في هذا المؤسسة، فقطعا سيكون بحاجة إلى أن يتمّ إعلامه وتوجيهه عن طبيعة العمل في المؤسسة. وهنا تكمن أهمّية دور المدير في سبيل توضيح إجراءات سير الامور للموظفين الجدد وكيفية أداء المهام على أفضل وجه وهو جزء من اهداف رفع كفاءة الاداء والانتاجية فضلا عن تقليل ضغط العمل التي تكون من ضمن مهام المدراء الناجحين. فمدير المدرسة كمثال ثاني يعمل بحكم منصبة يقدم خدمات تعليمية وتربوية للطلاب ومعرفة كيفية التنسيق بين اعضاء الفريق التربوي معه لرفع وتحسين العملية الإدارية من جهة وتطوير الأداء العام وتحقيق الأهداف المرسومة بنجاح الطلبة من جهة اخرى، فإذا حقق المدير هذه التوقعات نطلق عليه مدير فعال.

ولربط كل ما جاء اعلاه بين مفهومي القيادة والادارة، يمكن استخلاص تعريف القيادة الإدارية النشاط الذي يمارسه الشخص في مجال اتخاذ القرار والإشراف الإداري باستخدام السلطة الرسمية وترجمة قوة التأثير والاستمالة بغية تحقيق هدف معين بأقل وقت وكلفة. وبهذا المفهوم فان القيادة الادارية تجمع بين استخدام السلطة الرسمية وبين قوة التأثير على سلوك الآخرين واستمالتهم للتعاون لرفع مستوى الاداء وتقليل مخاطر الفشل. وعند حصول هذا فيمكننا القول بأن كل قائد مدير في موقعه وليس العكس. فالقيادة الإدارية تعتمد على كيفية استخدام الشخص للسلطة الرسمية وغير الرسمية وكذلك الجوانب الشخصية والنفسية والمؤهلات العلمية والعملية التي تربطه بالمرؤوسين، لما لها تأثير بالغ الأهمية في ديمومة عمل المؤسسة من عدمه لأنه قد يحدث أن يكون جو العمل مشبع بالمضايقات والمتاعب مما يجعل بعض العاملين غير عابئين بالسلطة متمردين على ما قد يصدره المدير من أوامر وتعليمات، أما إذا كان المدير قائد فإن ولاءهم وتأييدهم له يغلب على كل شيء لارتباطهم ارتباطا روحيا ونفسيا قد يجعلهم مطيعين لأوامره وتعليماته التي يصدرها إليهم رغم ضجرهم وضيقهم من جو العمل الامر الذي يصب في صالح اهداف واستراتيجية المؤسسة التي تروم تحقيقها في الاجلين القصير ( سنة فما دون )  والطويل كان يكون سنة واكثر.

    بقلم

 م.م أحمد فاضل صالح

 

 

 
عدد المشاهدات : 957