مقالة بعنوان " ثقافتنا بين الواقع والطموح "
Share |
2021-09-12
مقالة بعنوان " ثقافتنا بين الواقع والطموح "

 

أكثر من قرن ونصف مر على تأسيس وتمصير مدينة الرمادي حيث تم تمصيرها من قبل الوالي العثماني (مدحت باشا) في سنة 1869م اتسمت حياتها الثقافية بين المد والجزر تبعا للتقلبات السياسية والاقتصادية، وكان العصر الذهبي لثقافتنا في الحقبة الملكية (1921-1958) وانا هنا لا أحصر الثقافة بالشعر والادب فقط لان الثقافة ومعناها اوسع من ذلك من خلال نشر الوعي بين افراد المجتمع، فمدينتنا اليوم تمر بأسوأ حالاتها فهي بائسة ثقافيا وعلميا فلم نعد كما كنا فلا تخطيط يعيد الامور الى نصابها ولا تناغم بين جناحي طائرنا لكي يحلق بنا عاليا في سماء المعرفة لينتشلنا من وحل التجاهل والتشدد والسطحية فنحن اليوم نترنح على ارض جدباء لا تُنبت إلا شواكاً، وحلا لهذه المحنة الثقافية لابد من تظافر الجهود من كافة مؤسسات الدولة فعلى مديرية التربية تفعيل مواد التربية الرياضية والفنية والمكتبية في مدارسنا كما كانت سابقا كدروس وحصص اسوة بالمواد العلمية لان في ذلك نقاهة وسياحة للفكر ويا حبذا لو جامعة الانبار (القدوة في توجيه المجتمع) تأخذ على عاتقها فتح أكاديمية للفنون الجميلة تعنى بدراسة الخط العربي والرسم والمسرح والتصميم والنحت لاستيعاب المواهب بأسلوب اكاديمي يساعد على انفتاح المجتمع مدنيا وفكرياً، وان استخدام كافة الوسائل التعليمية التي تساهم في نهضة المجتمع لأنها اي الجامعة راعٍ مهم باعتبارها تظم الشريحة الاكثر وعيا ونضجا، وندعو المحافظة بكل اركانها الادارية ان تقوم بإنشاء شارع ثقافي في وسط المدينة يضم المكتبات ومكاتب الخط والرسم والطباعة مع تضمين بعض المرافق الخدمية التي تساعد على ازدهار الثقافة وقاعات للأنشطة والفعاليات والمهرجانات الشعرية (الشعر الفصيح) وهذا صرح لابد منه، وإذا كنا بحق راعين للفكر والثقافة ولدينا الغَيرة على مدينتنا ومجتمعنا حتما سيلاقي بوحنا هذا صدى عند مسامعكم لان في القراءة والثقافة والمجالسة وممارسة الفنون يزداد الفكر اخضرارا وحيوية فبناء الانسان هو بناء الحقيقة الذي به وفيه تبنى المدن والدول وتزدهر الحياة.


بـقـلـم

م.م. مجيد حميد احمد

قسم شؤون الاقسام الداخلية

 

 

 
عدد المشاهدات : 474